لم تحظ الطفلة «تالا» (7 أعوام) كقريناتها بحق التعليم، فقد منعها المرض من ذلك، حيث تعاني ضموراً في المخ
يتطلب علاجها في مركز متقدم، ومن أعراض الضمور عدم النطق بفصاحة تامة، وضعف عام في بنية الجسد وصغر حجمه، وحول في العين، والمشي على أطراف أصابع القدم اليمنى.
ولادة متعسرة
وذكر والد الطفلة مفرح عبدالله الأسمري، أنه يتألم لحال ابنته كثيراً، ويقول» ولدت تالا عام 1428هـ في مستشفى مدينة الملك فيصل العسكرية، وكانت الولادة متعسرة في الشهر الثامن من الحمل،
حيث دخلت طفلتي الحضانة قرابة 3 أسابيع وخرجت بعد ذلك وتم إعطاؤنا مواعيد لعيادة العظام، نتيجة سحبها بقوة خلال الولادة، وبعد 10 أشهر عملنا لها أشعة وكانت جميعها تبشر بالخير، ثم أكملت تالا عامها الأول ولاحظنا عليها تأخراً في جلوسها،
قمنا بمراجعة عيادات طب الأسرة والمجتمع بالقاعدة الجوية فأخبرنا الطبيب بأن هذا التأخر أمر طبيعي لها وأمرنا بإجراء تمارين رياضية لها محفزة للجلوس ومراجعته بعد 8 أشهر في حال لم تتمكن من الجلوس نهائياً، ولكن لم تتغير حالتها، وبعد عامين راجعنا الطبيب نفسه،
حيث أخبرنا أن هذا التأخير طبيبعي جداً بالنسبة لحالتها، وبعد مضي 3 أعوام، استطاعت تالا الوقوف أخيراً وراجعنا الدكتور وبدوره حولنا إلى قسم الأطفال بالمستشفى العسكري، فأجرت علاجات طبيعية لمدة 3 أشهر ولم يتغير حالها».
وأضاف» بعد عدة محاولات وبـ»الواسطة» استطعت أخذها في 1430هـ لمستشفى عسير المركزي قسم الأطفال، «مخ وأعصاب»، وأجري لها أشعة رنين مغناطيسي للمخ، حيث اكتشفنا أنها تعاني ضموراً بالمخ كان هو السبب الرئيس لهذه المعاناة، ولم أيأس من رحمة الله،
حيث تنقلت بها من مستشفى لآخر في مختلف مناطق المملكة، لعل الله يمن عليها بالصحة والعافية، منها الرياض ومكة وجدة والطائف وتبوك والدمام والخفجي والقصيم، ولكن دون فائدة».
ليس له علاج
ويكمل الأسمري» راجعت العسكري في شهر 6 الماضي، وطلبت تقريراً عن حالتها، وقد أخبرتني الطبيبة المشرفة على حالتها بأن الضمور ليس له علاج،
بعدها نصحني الناس بأخذها إلى مستشفى الدكتور سليمان الحبيب وبعد عمل نفس الأشعة تبين أن الضمور مازال كما هو وبناءً على ذلك تم إعطاؤها أدوية تعمل على تنشيط الخلايا الخاملة و تقويها جسمانياً، وطلب الطبيب مراجعته كل 3 أشهر،
ونصحني بكتابة شكوى ضد المستشفى العسكري كونهم لم يعالجوها، ولم يقوموا على الأقل بتحويلها إلى أي مركز متقدم في هذا المجال، فتقدمت بشكوى،
وتم التواصل معي واستدعائي في نهاية شهر12الماضي من مدير قسم الأخطاء الطبيه بالمستشفى، على أن أقوم بمراجعة قسم الأطفال (مخ وأعصاب) من أجل عرضها على الطبيب المختص للكشف عليها ورفع تقاريرها،
و بعد شهرين تم استدعائي مرة أخرى من أجل مقابلة اللجنة الطبية، حيث أخبروني وبناءً على التقرير باللغه الإنجليزيه بأن ابنته تعاني ضموراً بالمخ ولكن بالعودة لملفها تبين وحسب إدعائهم وجود مواعيد بقسم الأطفال لم ألتزم بمراجعتها
وركزوا على أن الإهمال أمر وارد في القضية – دون أن يوضحوا لي أنه بإمكاني الاعتراض على النتيجة وتحويل القضية إلى جهة محايدة، ووقعت على ما كتب في الورق من توضيح رغم من شكي بعدم مصداقيتهم تماماً، وسحبت الشكوى».
التأهيل الشامل
وقال الأسمري إنه عرض ابنته على التأهيل الشامل التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية ليتم تقييم حالتها بأنه تخلف عقلي متوسط وعيوب في النطق وضعف في الطرفين السفليين وأتت الموافقة على صرف إعانة قدرها 1166 ريالاً لها.
وناشد الأسمري المسؤولين بعلاج ابنته في مراكز متقدمة، حيث إن علاجها يكلف مبالغ كبيرة لا يقوى عليها وحالياً يقوم بمراجعة مستشفى الحبيب في الرياض كل ثلاثة أشهر، مؤكداً أنه يشعر بالتعب عندما يشاهد ابنته وهي تعاني من الضمور الذي يؤثر على جسمها الصغير، ويتأثر أكثر عندما يراها لا تستطيع التمتع بطفولتها كقريناتها.
تواصلت مع الناطق الإعلامي في مديرية الشؤون الصحية بمنطقة عسير سعيد النقير، حيث أكد أن للطفلة تالا ملفاً في مستشفى عسير وتم تزويد والدها بصور من الأشعة والتقارير وبإمكانه مراجعة أقرب مديرية يرغبها لتقييم حالة ابنته الصحية من كل النواحي على أيدي أطباء، لمعرفة مدى إمكانية علاجها سواء في مستشفيات وزارة الصحة أو القطاع الخاص.